2008/06/21

غريب في مدينة الضباب .. !!


تيت تيت تت .. تيت تيت تت .. تيت تيت تت
استيقَظَ – كعادته – على ذلك الصوت اللعين ...
ذلك الصوت الذي إعتاده منذ خمس سنوات لعينه ماضيه ...
و مازال مستمراً ... !!
أغلق مسرعاً مصدر ذلك الصوت ...
أغلق المنبه الذي طالما كرهه ...
أغلقه ... و لأول مرة .. بكى ... !!
لم يكن يعتد قبلاً على هذا الصوت المفزع ... !!
أغلقه ... و فجأه .. صاح ... !!
أين انتِ أمي ... أين صوتك الحنون - ميقظاً إياي - الذي إعتدته ... ؟؟!!
أين تلك القبله اليوميه المطبوعه .. التى طالما اعتدتها على وجنتي ... ؟؟!!
أين انتِ أمي ... ؟؟!!
أكمل صياحه و بكاؤه محدثاً نفسه ...
تلك القبله ... !!
كنت أراها .. كنت أرى تلك القلبه ... أراها دائماً معّي ...
كنت أراها في مرآتي ... أراها بقلبي ...
كنت أنظر للمرآه ... كنت أرى نفسي بها ... !!
أما الآن ...
لا أرى سوى وجه شاحب أعيته وحشة الغربه ... !!
وجه شاحب أسود ... هزيل نحيل ... !!
وجه شاحب ... تختفي ملامحه تدريجياً ... !!
وجه شاحبـ ........ حقاً .. لا أري أي وجه الآن ... !!
صوت آخر يصدر فجأة ... قاطعاً حديثه ...
ترررررررررررن .. ترررررررررررن
ذلك الهاتف اللعين ... !!
رفع سماعة الهاتف و بدأ حديثه ...
السلام عليكم ...
What …??!!
ياللهول ... ماذا أفعل ... ؟؟!!
Hello... r u fine?!
Sure!!
Ok... u r late today... hurry up
Ok... I'm sorry!!
حديث أحمق ...
أكمل ... محدثاً نفسه ...
كرهت تلك اللغة التى طالما تباهيت بإتقاني إياها ... !!
كما كرهت تلك البلده التى لا تتسع سوى لضباب لعين ... و ثلوج بشعه ...
كرهت ذلك الهدوء ... أين تلك الأصوات المزعجه التي كنت أمقتها ... ؟؟!!
إناس حمقى ذو بشرة بيضاء لانقطاع الدورة الدموية عنها .. برود و فقط .. !!
حسناً ... يجب أن أفيق ... ماذا أصابني ... !!
ارتدى ملابسه مسرعاً ... و ذهب لعمله اليومي الشاق ...
و بالتأكيد ...
معاملة حمقاء ... إعتادها ...
لكنه للأسف ... لم يعتد على إيقافها ... فطالما شعر إنه مجرد كلب ذليل ...
فلو تفوّه بحرف واحد ... قضي على حياته .. و مستقبله ...
الذي ظن إنه سيجده .. بعيداً عن بلده ... !!
انهى عمله الشاق أخيراً ...
خرج من مبنى العمل ...
أخذ ينظر لكل من حوله بإحتقار ...
و قال محدثاً نفسه في سخريه ...
أليس لهذا الشعب عادات يحترمونها ... ؟؟!!
ركب سيارته ... و توجّه لناطحة السحاب التى يقطـُن بها ...
نظر إليها من الخارج ... و غلبت عليه إبتسامة ساخره ... !!
و قال محدثاً نفسه أيضاً ...
أين تلك البيوت الصغيره المبنيه من الطوب اللبن ... ؟؟!!
أين تلك العمائر القصيرة ... ؟؟!!
أين تلك ...................................
أين كل شيئ سخرت منه قبلاً ... ؟؟!!

ها هو كل شيئ تمنيته بحوزتي ...
مال وفير , سيارة فاخره , ناطحات سحاب , بشرة شاحبة بيضاء ... !!

لكن كل ما أتمناه الآن ...
العودة لدياري ... العودة لامي الحبيبة ...
العودة ... لمصــــــــر ...
ظل ناظراً لتك الناطحة ...
ثم تمتم بآخر أنفاسه قائلاً ...
سلام من صبا بردي أرق ... و دمع لا يكفكف يا ..... مصــــــــــر ...
أعيش لمصر ... و أموت لمصر ... تحيااااااااااا مصــــــــر
سقط أرضاً ... ثم لَفَظ أنفاسه الأخيرة ... على أمل العوده لـ أمه الحبيبه...
مــــــــــصـــــــــــــر!!
[Fasla.gif]
ملاحظه جانبيّه : تلك كانت مسابقه منذ زمن في إحدى المنتديات ...
كان المطلوب تحويل نص نثري فصحى إلى عمل قصصي , عامّي أو فني ...
ذلك النص النثري المطلوب تحويله ...
كان للكاتبة الجميلة ولاء العشري بنفس العنوان (غريب في مدينة الضباب) ...

و تلك كانت المره الثانيه لي كـمحاوله في الأعمال القصصية ...

و الأولى كانت (هذا أنت منذ بدايتك) متوفره في المدونة أيضاً ...
لكن بصدق .. تروقني المحاولة الأولى أكثر ... !!

هناك 5 تعليقات:

  1. غير معرف21/6/08 8:30 م

    سلام من صبا بردي أرق ... و دمع لا يكفكف يا ..... مصــــــــــر ...
    أعيش لمصر ... و أموت لمصر ... تحيااااااااااا مصــــــــر

    الحقيقة بجد موضوع هايل جدااااااااااااا

    انا كنت بسمعها مع موسيقي هاديه
    وكانت عامله شغل تمام

    تسلم ايديكي

    واخر الكلام
    سلااااااااااااااااااام

    ردحذف
  2. الجو الخارجي حاجه مهمه طبعاً ..
    و الحمد لله كان مناسب .. D:
    للعلم بالشيئ .. الأبيات دي ..
    لأمير الشعراء أحمد شوقي بس بتصرف ..
    المفروض إنها ..
    سلام من صبا بردي أرق ..
    و دمع لا يكفكف يا دمشق ..
    بس خلاص ...
    نورت كالعاده يا unknown ..

    ردحذف
  3. فدوى
    اتذكر تماما تلك المسابقة
    و قد شاركت بها برباعيات

    صياغة القصة تدل على موهبة قديرة
    أعتقد ان فرض احساس معين على الكاتب
    أصعب بكثير من الكتابة من احساسه المباشر
    و تحتاج الى تمكن و حرفية
    أجدها توافرت في قصتك الرائعة

    تحياتي

    ردحذف
  4. د.أحمد ...

    كلامك طبعاً مظبوط ..
    لما الواحد يكتب إحساسه المباشر اللي حاسّه ..
    أسهل بكتير من إحساس معيّن مفروض عليه ..

    بس كلامك مش مظبوط ..
    فـ الجزء بتاع الموهبة و الحرفيه .. !! D:

    رأيك يهمنّي طبعاً و بيرفع مـ المعدنيه ..
    نورت يا دكتور جداً جداً ... (f)
    إلا يعني مـ جيبتش فـ ايدك رباعيّايه معاك ليه ؟؟!!

    ردحذف
  5. تقدر تعيش من غير وطن ؟!
    تقدر تموت من غير كفَن ؟!
    تقدر تسير وسط الضباب ؟!
    تقدر تنام ويّا الأغراب ؟!
    تقدر تمشي بين الثلوج .. تحت المطر ؟!
    تقدر تسير مع السحاب .. من غير صحاب ؟!
    تقدر تكون غريب .. وحيد بين البشر ؟!

    تقدر تعيش من غير حنان ..
    من غير أمان ... من غير سلام ؟!
    تقدر تكون وحيد غريب .. من غير بلد ؟!

    (أبيات كتبتها كمحاوله ..
    و لم أستمر فيها لأنها لا تروقني إطلاقاُ)

    ردحذف

شكراً لو علقت .. و لو معلقتش برضو ... !! D: